الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
3176- كالبَغْلِ لمَّا شُدَّ فِي الأمْهَار يضرب لمن لا يشاكل خصمه. وقبله: يَحْمي ذِمَارَ مُقَرَّفٍ خَوَّارِ* كالبغل إلخ. يُقَال لما بعد من الشبه والقياس: هو كالبغل لما شد في الأمهار. 3177- كأنَّهُ قَاعِدٌ عَلَى الرَّضْفِ يضرب للمستعجل. والرَّضْفُ: الحجارة المُحْمَاة، الواحدة رَضْفَة. 3178- كَيْفَ الطَّلا وَأُمُّهُ؟ قَال الأَصمَعي: يضرب لمن قد ذهب همه وخَلاَ لشأنه. وقد ذكرت قصته في حرف الغين عند قولهم "غرثان فاربكوا له" 3179- كَفَاقِئِ عَيْنِيْهِ عَمْداً يضرب لمن أخطَرَ وغَرَّرَ بنفسه وروى عن عبيد أبي شَفْقَل روايةِ الفرزْدَقَ قَال: أتتنى النَّوَارُ فَقَالت: كَلَّمْ هذا الرجل أن يطلقني، قلت: وما تريدين إلى ذلك؟ قَالت: كلمه، قَال: فأتيت الفرزدق فقلت: يا أبا فِرَاسٍ إن النوار تطلب الطلاق فَقَال: ما تَطِيْبُ نفسي حتى أُشْهِدَ الحسن، (الحسن: هو الحسن البصري) فأتى الحسن، فَقَال: يا أبا سعيدٍ اشْهَدْ أن النوار طالقَ ثلاثا، قَال: قد شهدنا، قَال: فلما صار في بعض الطريق قَال: طلقتك؟ قَالت نعم: قَال كلا، قَالت إذن [ص 165] يخزيك الله عز وجل، يشهد عليك الحسن وحلقته فتُرْجَم، فَقَال: نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِّي لمَّا * غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ وكانَتْ جَنَّتِي فَخَرَجْتُ منها * كآدَمَ حِيْنَ أخْرَجَهُ الضِّرَارُ فَكُنْتُ كَفَاقِئٍ عَيْنَيِهْ عَمْدَاً * فأصْبَحَ مَا يُضِئُ لَهُ النَّسهَارُ وَلَوْ أنِّي مَلكَتُ يَدِي وَقَلْبِي * لَكَانَ عَلَىَّ لِلْقَدَرِ الخِيَارُ وَمَا طَلَّقْتُها شِبَعاً، ولكِنْ * رَأيْتُ الدَّهْرَ يأخُذُ مَايُعَارُ 3180- كَالْكَلْبِ عَارَهُ ظُفْرُهُ أي: أهلكه، وهو مثل قولهم "عَيْرٌ عَارَهُ وَتِدُهُ" 3181- كُزْمُ الجِلاَمِ أَعْبَر الضَّوَائِنَا الكُزْم: جمع أكْزَمَ، وهو الفرس في جَحْفلته (الجحفلة، للخيل: بمنزلة الشفة للإنسان) غلظ وقصر، ومنه "يدٌ كَزْمَاء" إذا كانت قصيرة الأصابع، والجِلاَم: جمع جَلَم، وهو الذي يُجَزُّ به الصوفُ مثل المِقْرَاض العظيم، والإعبار: أن يترك الصوف أو الشعر فلا يجز، والضوائن: جمع ضائنه، وهي الأنثى من الضأن، وكزم الجلام: يجوز أن يكون صفة لواحد، كقولهم "سَهْمٌ مُرْطُ القُذَذِ" جعلوا الجمعَ صفةَ الواحد لما بعده من الجمع، ومثله: يا ليلةً خُرْسُ الدَّجَاجِ طَوْيلَةً* وكذلك رَقُودٌ عَنِ الفَحْشَاءِ خُرْسُ الجَبَائِرِ* وجعل جِلاَمَه كُزْمَاً لقصرها وذهاب حدها، فلذلك بقى الضوائن مُعْبرة، وأعبر في المثل في موضع الحال مع إضمار قد، وإنما لم يؤنث فعل الجِلاَم لأنها على لفظ الآحاد، وإن كانت جمعاً، كقول زهير: [مَغَانِم شَتَّىً مِنْ] إفَالٍ مُزَنَّمِ* (الإفال، ومثله الأفائل: صغار الإبل بنات المخاض ونحوها، واحدها أفيل) يضرب لمن ترك شره عجزا، ثم جعل يتحمد به إلى الناس 3182- كَمْ لَكَ مِنَ خُبَاسَةٍ لاَ تُقْسَمُ الخَبَاسة: الغنيمة، ورجل خَبَّاس أي غَنَّام. يضرب لمن يَجْمع المال جاهداً، ولا يكون له فيه حظً لا في مطعم ولا في مَلْبَس ولا غير ذلك. 3183- كُدَادةٌ تُعْيي صَلِيبَ الإصْبَعِ الكُدَادة: ما لَزِقَ بأسفل القِدْرِ إذا طبخت، فلا تقدر الإصبع وإن كانت صُلْبة أن تنزعها وتقلعها. [ص 166] يضرب للوَقُور الذي لا يُسْتَخَفُّ ولا يزعزع، وللبخيل الذي لا يُسْتَخْرَج منه شَيء إلا بكدٍّ ومشقة. 3184- كلُّ لَيَالِيه لَنَا حَنَادِسُ الحِنْدِسُ: الليلُ الشديد الظلمة يضرب لمن لا يَصِلُ إليك منه إلا ما تكره. 3185- كِلاَ النَّسِمَيْنِ حَرُورٌ حَرْجَفٌ النسيم من الريح: ما يُسْتَلَذ من هبوبها وهو تنفس سَهْل، والحَرْور: الريح الحارة، والحرجَفُ: الباردة، وثَنَّى النسيمَ أراد نسيم الغَدَاة ونسيم العشى. يضرب للرجل يرجى عنده خير فَيُرى ضده منه. 3186- كَالحَانَّةِ فِي أخْرَى الإبلِ يعني الناقة المتأخرة تَحِنُّ إلى الأوائل. يضرب لمن يفتخر بمن لا يبالي به ولا يهتم لأمره. 3187- الكَذِبُ دَاءٌ وَالصِّدْقُ شِفَاءٌ أي داء للمكذوب فإنه يُعَمَىِّ عليه أمَرَهُ 3188- كالمَمهُورَةِ إحْدَى خَدَمَتَيْهَا الخَدْمَة: السَّيْرُ الذي يُشَدُّ على رُسْغ البعير، ثم يستعار لما تلبسه المرأة من الخلخال تشبيهاً به، وهذه امرأة تُحَّمقَ لأنها طالَبَتْ بعلها بالمهر، فنزع الرجل إحدى خَدَمَتَيْهَا ودَفَعها إليها مهراً، فرضيت بذلك، فضرب بها المثل في الحمق. ومثل هذا قولهم: 3189- كَالمْمهُورَةِ مَنْ مَالِ أبِيهَا ويروى "من نَعَمِ أبيها" وقد ذكرت المثلين وقصتهما في الحاء عند قولهم "أحمقُ من الممهورة" (انظر المثال 1175 و 1176 و 1177) 3190- كَيْفَ يُعُقُّ وَالِدَاً مَنْ قَد وَلَدَ يعني لا ينبغي للولَدِ أن يُعُقّ أباه وقَدْ صَارَ أباً؛ لأنه قد ذاق طَعْمَ العُقُوق. *3* 3191- أََكْذَبُ مِنَ الأخِيذِ الصَّبْحَانِ الأخِيذُ: المأخُوذ، والصَّبْحَان: المصطبح، وهو الذي شَرِبَ الصَّبُوحَ، والمرأة صَبْحَى. وأصله أن رجلاً خَرَج من حية وقد أَصْطَبَحَ، فلقيه جَيْشَ يريدون قومه، فأخذوه وسألوه عن الحي، فَقَال: إنما بِتُّ في القفر، ولا عَهْدَ لي بقومى، فبينما هم [ص 167] يتنازعون إذ غَلَبه البول، فبال، فعلموا أنه قد اصطَبَح، ولولا ذلك لم يَبُلْ؛ فطعنه واحد منهم في بطنه فبدَرَهُ اللبن فمَضَوْا غيرَ بعيدٍ فعثروا على الحي وقَال الفراء في مصادره "أكذبُ من الأخيذِ الصَّبْحَان" يعني الفصيل، يُقَال أخِذَ يأخَذ أخَذاً، إذا أكثَرَ شرب اللبن بأن يتفلت على أمه فيمتك لبنها (امتك لبنها: مصه كله، ومثله: مكه كشده وتمككه كتقدمه، ومكمكة كزلزله) فيأخذه، أي يُتْخَم منه، وكذبه أن التُّخَمَة تكسبه جوعا كاذباً؛ فهو لذلك يحرص على اللبن ثانيا. 3192- أَكْذَبُ مِنْ أَسِيرِ السَّنْدِ وذلك أنه يُؤْخذ الرجل الخسيس منهم فيزعم أنه ابن الملك 3193- أكْذَبُ مِنْ يَلْمَعٍ هو السَّرَاب، وقيل هو حجر يَبْرُق من بعيد فيظنُّ ماء 3194- أَكْذَبُ مِنَ اليَهْيَرِّ وهو السَّرَاب أيضاً 3195- أَكْذَبُ مِنَ الشَّيخ الغَرِيبِ لأنه يتزوج في غُرْبته وهو ابن سبعين فيزعم أنه ابنُ أربعين سنةً 3196- أَكْذَبُ مِنَ مُجْرِبٍ لأنه يخاف أن يطلب من هَنَائه فيقول أبدا: ليس عندي هَنَاء، ويقَال: بل لأنه أبدا يَحْلِفُ أن إبله ليست بِجَربى لئلا يمنع عن الورود، ولذلك قيل: لا ألِيَّةَ لُمجْرِبٍ 3197- أكْذّبُ مِنَ السَّالِئةِ لأنها إذا سَلأت السَّمْنَ (سلأت السمن - من باب فتح - واستلأته: أي طبخته وعالجته.) كذبت مخافة العين، وكذبها أنها تقول: قد ارتَجَن، قد احْتَرَقَ، وَالارتِجَانُ: أن لا يخلص سمنها 3198- أكْذَبَ مَنْ دَبَّ وَدَرَجَ أي: أكْذَبَ الكِبَارِ والصَّغَار، دَبَّ لضعف الكبر، ودرج لضعف الصغر، ويقَال: بل معناه أكذب الأحياء والأموات، فالديببُ للحى، والدروج للميت من قولهم "دَرَجَ القومُ" إذا انْقَرَضُوا، ومن الأول "قد دَرَجَ الصبي" لأول ما يمشي 3199- أَكْذَبُ مِنْ فاخِتَةٍ لأن حكاية صوتها "هذا أوانُ الرُّطَب" تقول ذلك والطلع لم يطلع بعد، وقَال: أَكْذَبُ مِنْ فَاخِتَةٍ * تقول وَسَطَ الكَرَبِ [ص 168] وَالطَّلْعُ لَمَّا يطلعِ * هذا أوَانُ الرُّطَبِ 3200- أَكْذَبُ مِنْ صِنْعٍ وهو الصناع، يُقَال: رجل صِنْعُ اليدين، وصَنِيع، وامرَأة صَنَاع، إذا وًصِفَا بِالحِذق في الصناعة، وهذا كما يُقَال "دُهْ دُرَّين سَعْدُ القَيْن" لأنه يُرْجِفُ كلَّ يومٍ بالخروج وهو مقيم لُيسْتَعمَلَ. وأما قولهم: 3201- أَكْذَبُ مِنْ جُحَيْنَةَ فإنه كان أكذَبَ مَنْ في العرب، ولعله الذي مَرَ ذكره في باب الحاء. (الذي مر ذكره جحا، وانظر المثل 1191.) 3202- أََكْذَبُ مِنْ المُهَلَّبِ يعنون ابن صُفْرَة، زعم أبو اليقظان أنه كان إذا حَدَّثَ قيل: قدراح يكذب، وكان ذَامَّاً لمن يكذب. 3203- أَكْفَرُ مِنْ حِمَارٍ رجل من عاد يُقَال له: حمار بن مويلع، وقَال الشرقى: هو حمار بن مالك بن نصر الأزدى، كان مسلما، وكان له وادٍ طولُه مسيرة يوم في عرض أربعة فراسخ، لم يكن ببلاد العرب أخصَبُ منه، فيه من كل الثمار، فخرج بنوه يتصَيَّدُون فأصابتهم صاعقة فهلكوا، فكفر، وقَال: لا أعبد مَنْ فَعَلَ هذا ببنىَّ، ودعا قومه إلى الكفر، فمن عَصَاه قَتَلَه، فأهلكه الله تعالى، وأخرب واديه، فضربت به العربُ المثلَ في الكفر، قَال الشاعر: ألَمْ تَرَ أنَّ حَارِثَةَ بنْ بَدْرٍ * يُصلِّى وهو أَكفَرُ مِنْ حِمَارٍ 3204- أَكْبَرُ مِنْ عَجُوزٍ بَنِي إسْرَائِيل قَالوا: هي شارخُ بنت يسير بنت يعقوب عليه الصلاة والسلام، كانت لها مئتا سنة وعشرة سنين فلما مضت ("في نسخة فكلما مضت لها سبعون - إلخ" لها سبعون عادت شابة، وكانت تكون مع يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام.) 3205- أَكْسَبُ مِنْ نَمْلَةٍ، وذَرَّةٍ، وفأرَةٍ، وذِئْبٍ. يُقَال: هؤلاء أكسبُ الحيوانات. وسأل عمر رضي الله عنه عمرو بن معد يكرب عن سعد بن أبي وقاص، فَقَال: خير أمير، نبَطىّ في حبوته، عربي في نمرته أسد في تَامُورَته، يعدل في القضية، ويَقْسِم بالسَّوية، وينقل إلينا حقنا كما تنقل الذَّرَّة إلى جحْرِها، قَال الجاحظ: فَقَال عمر: لِسِرٍّ [ص 169] ما تقارضتما الثناء، أراد بالتامورة العَرِينة، وأصلها الصَّوْمَعة. 3206- أَكْسَى مِنْ بَصَلَةٍ يضرب لمن لبس الثياب الكثيرة. قال أبو الهيثم: هذا من النوادر أن يقال للمكتسى كاسى، وقَال ابن جنى: كسا زيد ثوبا، وكسوتُه ثوبا، وقَال الفراء في بيت الحطيئة: وَاقْعُدْ فَإنَّكَ أنْتَ الطَّاعِمُ الكاسِى* أراد المكسو، وقَال: هو مثل "ماء دافق"و "سر كاتم" فإذا أخذت بقول الفراء كان أكْسَى أفعل من المفعول، وهو قليل شاذ، وقد مر قبله مثله. 3207- أَكْفَرُ مِنْ هُرْمُزَ قيل: لما سار خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى مُسَليمة وقاتَله وفرغ من قتاله أقبل إلى ناحية البصرة، فلقى هُرْمُزَ بكاظِمَةَ في جَمْعٍ أعظمَ من جمع المسلمين، ولم يكن أحد من الناس أعْدَى للعرب والإسلام من هُرْمُزَ، ولذلك ضربت العربُ به المثلَ فَقَالوا: أكْفَرُ من هُرْمُزَ، قَالوا: فخرج إليه خالد، فدعاه إلى البراز فخرج إليه هرمز، فقتله خالد، وكتب بخبره إلى الصديق رضي الله تعالى عنه، فنفَّلهُ سَلَبه، فبلغت قلنسوته مائةَ ألفِ درهمٍ، وكانت الفُرسُ إذا شَرَّفَتِ الرجل فيما بينهم جعلت قلنسوته بمائة ألف درهم. 3208- أَكْذَبُ أُحْدُوثَةً مِنْ أَسِيرٍ هذا من قول الشاعر: وأَكْذَبُ أُحْدُوثَةً مِنْ أَسِيرٍ * وَأَرْوَغُ يَوْماَ مِنَ الثَّعْلَبِ 3209- أَكْذَبُ مِنْ صَبِىٍّ لأنه لا تمييز له، فكل ما يَجْرِى على لسانه يتحدَّثُ به. وأما قولهم: 3210- أَكْذَبُ مِنْ قَيْسِ بْن عَاصِم فمن قول زيد الخيل: فَلَسْتُ بِفِرَّارٍ إذا الخَيْلُ أجْمَعَتْ * وَلَسْتُ بِكَذَّابٍ كَقَيْسِ بنِ عَاصِمِ 3211- أَكْسَبُ مِنْ فَهْدٍ وذلك أن الفُهُودَ الهرمة التي تَعْجِزُ عن الصيد لأنفسها تجتمع على فَهْدٍ فتى فيصيدُ لها في كل يوم شبعها. 3212- أَكْيَسُ مِن قِشَّةٍ هي جَرْو القِرْدِ. يضرب مَثَلاً للصغار خاصة. [ص 170] 3213- أَكْمَدُ مِنَ الحُبَارَى ويقَال في مثل آخر "مات فلان كَمَدَ الحُبَارَى" وذلك أن الحُبَارَى تلقى عشرين ريشة بمرة واحدة، وغيرها من الطير يلقى الواحدة بعد الواحدة، فليس يلقى واحدة إلا بعد نبات الأخرى، فإذا أصاب الطيرَ فَزَعٌ طارت كلعا وبقى الحبارى، فربما مات من ذلك كَمَدَاً. 3214- أكْبَرُ مِنْ لُبَدٍ هو نَسْرُ لقمان بن عاد السابع، وقد كثرت الأمثال فيه؛ فَقَالوا "أتى أَبَد على لُبَدَ" و* أخْنَى عَلَيْهَا النَّن[؟؟] أخْنَى عَلَى لُبَدِ* وقولهم: 3215- أكْثَرُ مِنْ تفَارِيقِ العَصَا قد مر تفسيره في باب الباء عند قولهم "أبقى تفَارِيقِ العَصَا" 3216- أكفَرُ مِنْ نَاشِرَة هذا من كفر النعمة، وبلغ من كفره أن همَّام بن مُرَّة بن ذُهْل بن شَيْبَان كان استنقذه من أمه، وهي تريد أن تَئِدَهُ لعجزها عن تربيته، فأخذه وربَّاه، فلما ترعرع سعى في قتل همام (قال المجد: إن ناشرة بن أغوات قتل همام غدراً) 3217- أكْرَمُ مَنَ العُذَيْقِ المُرجَّبِ قَال حمزة: إن أكثر العرب تقوله بغير ألف ولام، والعُذَيق: النخلة يَكْثَر حملها فيُجْعلَ تحتها دِعَامة، وتسمى الرُّجْبَة، ويقولون: رَجَّبتُ النخلة، ونخلة مُرَجَّبة، وعِذق مُرَجَّب، فيقول: هو في الكرم كهذه النخلة من كثرة حملها، وللأعداء إذا احْتَكَّوا به لمنزلة الجذيل الذي من احْتَكَّ به كان دواء من دائه. 3218- أكْرَهُ مِنَ خَصْلَتَى الضَّبُع يضرب مَثَلاً للأمرين ما فيهما حظ يختار وأصل ذلك - فيما تزعم العرب - أن الضبع صادت مرة ثعلبا، فلما أرادت أن تأكله قَال الثعلب: مُنِّى على أمِّ عامرٍ، فَقَالت الضبع: قد خيرتك يا أبا الحصين بين خصلتين، فاختر أيهما شِئت، فَقَال: الثعلب وما هما؟ فقلت الضبع: إما أن آكُلكَ، وإما أن أمزقك، فَقَال الثعلب وهو بين فكى الضبع: أما تذكرين أم عامر يوم نكحتك بهوب دابر؟ - وهو أرض غلبت الجن عليها، قَالوا وهو يجئ في أسماء الدواهي، كذا أورده حمزة، وقَال أبو الندى: هوت دابر، قلت: وبالحَرَى أن تكون هذه الرواية أصح - فَقَالت الضبع: متى؟ وانفتح فوها، فأفلت الثعلب، فضربت [ص 171] العرب بخصلتيها المثل، فَقَالوا: عَرَضَ علىَّ خصلتى الضبع، لما لا خيار فيه. 3219- أكْمَنُ مِنْ عَيْثٍ قَالوا: إنها خُنْفساء تقصد الأبواب العتق فتضر بها باستها، يسمع صوتها ولا ترى، حتى تثقبها فتدخلها. ويقولون أيضاً: 3220- أكمَنُ مِنْ جُدْجُدٍ هو أيضاً ضرب من الخنفساء يُصِّوتُ في الصحارى من الطَّفَل إلى الصبح، فإذا طلبه الطالب لم يره. 3221- أكذَبُ مِنْ أخِيذِ الدَّيْلَمِ، وأكذَبُ مِنْ مُسَيْلَمةَ 3222- أكثَرُ مِنَ الدَّبَى، ومِنَ النَّمْلِ، ومِنَ الغوْغَاءِ، ومَنَ الرَّمْلِ. 3223- أكتم مِنَ الأرضِ 3224- أكْرَمً مِنَ الأسَدِ 3225- أكْرَهُ مَنَ العَلْقَمِ 3226- أَكْرَمُ منْ أَسِيْرى عَنَزةَ وهما حاتم طيئ وكعبُ بنُ مامَةَ. كلُّ شَيء وَثَمَنَهُ كلُّ بُؤْسٍ ونَعيمٍ زَائِلٌ كلُّ مَمْنُوعٍ مَتْبُوعٌ كلُّ ما قَرَتْ بِهِ العيْنُ صَالِحٌ كلُّ زَائِدٍ ناقصٌ كلُّ هَمٍّ إلَى فَرَجٍ كل امْرِئٍ يَحْتَطِبُ في حَبْلِهِ كلُّ غَرِيبٍ للغَرِيبِ نَسِيبٌ كل كبيرٍ عَدُوُّ الطبِيعَةِ كلُّ مَاهُو آتٍ قَرِيبٌ كلُّ رَأسٍ بِهِ صُدَاع كُلَّمَّا كَثُرَ الجَرَادُ طابَ لَقْطُهُ كُلَّمَا كَثُرَ الذُّبابُ هانَ قَتْلُهُ كلُّ وَاشْبَعْ ثُّمَّ أزلْ وَارفَعْ كلْ فِي بَعْضِ بَطْنِكَ تَعِفَّ كَثْرَةُ الشَّكَّ مِنَ صِدْقِ المُحاماةِ عَلِى اليَقينِ كَمْ مِنْ صَدِيقٍ أكْسَبَتْنِيهِ العَبْرَةُ وسَلَبَتْنِيه الخِبْرَة كأن لِسَانَهُ مِخْرَاقُ لاعِبٍ، أو سَيْفُ ضارب كلُ البَقْلَ مِنْ حَيْثُ تُؤتَى بِهِ[ص 172] كَفُّ بَخْتٍ خَيْرٌ مَنْ كُرِّ عِلْمٍ كَيْفَ تَوَقِيِّكَ وَقَدْ جَفَّ القلمُ كَفَى المَرْءَ فَضْلاً أن تُعَدَّ مَعَايبُهُ كَعَبَةُ الله لاَ تُكْسى لإعْوَازٍ كَالكَعْبَةِ تُزَارُ وَلاَ تَزورُ كلُّ إنْسَانٍ وَهَمَّهُ ومَيْمُونٌ وَدَنَّهُ كُتُبُ الوُكَلاَءِ مَفَاتِيحُ الهُمُومِ كُلُّكُمْ طَالِبُ صَيْدٍ - للمرائي كأنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنْ حِرَامِهِ - للتَّيَّاهِ كَانَ سِنْدَاناً فصارَ مِطْرَقَةً يضرب للذليل يعز كما طارَ قَصُّوا جَنَاحَهُ يضرب لمن لم تطل مدة ولايته كَشْخَانُ بخَلٍّ وَزِيْت كالمَرْأَةِ الثَّكْلَى، والحَبَّةِ على المِقْلى في الأنقطاع والقَلَق كَلاَمُهُ ريحٌ في قَفَصٍ كُنْ يَهُودِياً تامّاً، وَإلاَّ فَلاَ تَلْعَبْ بِالتَّوْرَاةِ كُتِبَتْ لَهُ طَريدةٌ أي وسيلة لا تنفع كَالضَّرِيع، لا يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوع. كَهِرَّةٍ تَأكُلُ أوْلاَدَهَا قَاله السيد الحميرى في عائشة رضي الله عنها كَلاَمُ الَّليل يَمْحُوهُ النَّهارُ كأنَّ وَجْهَهُ مَغْسُولٌ بِمَرَقَةِ الذِّئبِ كأنَّهُ سَهْمٌ زَالِجٌ - ويروى "زالق" - أو بَرْقٌ خاطِف يضرب للسريع السير كأنهُ حِكَايَةُ خَلْفِ الإزَارِِ - يضرب للقبيح كأنَّهُ وَقَعَ فِي بَطْنِ أمِّهِ - أي في نعمة كأنهُ أَبْخَرُ نَتَفَ سِبالَهُ - للعَبُوس كالبَخْرَاءِ عِنْدَ صَدِيقِهَا - للساكت كُرْدِىٌّ يَسْخَرُ مِن جُنْدِى إذا تحاذَقَ على مَنْ هو أحْذَقُ منه كُنْ حَالِماً بِجَاهِلٍ ناطقٍ كَلَّمْنَاهُ فَصَارَ نَدِيْمَاً كاَلَذِّئْبِ إذا طُلِبَ هَرَبَ وإنْ تَمكَّنَ وَثَبَ كَاذَنَبِ الحِمَارِ لما لا يزيد ولا ينقص كالإبْرَةِ تَكْسُو النَّاسَ واسْتُها عَارِيَةٌ كالعُصْفُورِ إنْ أَرْسَلْتَهُ فَاتَ، وإنْ قَبَضْتَ عَلَيْهِ مات كَلاَمُ حَكِيمٍ مِنْ جَوْفٍ خَرِبٍ كالكَمْأةِ لا أَصْلٌ ثَابِتٌ وَلاَ فَرْعٌ نَابِتٌ كَصَاحِبِ الفيلِ يَرْكَبُ بِدَانِقٍ وَيَنْزِلُ بِدِرْهَمٍ [ص 173] كُنْ ذَكُوراً إذا كُنْتَ كَذُوباً كَثَرَةُ الضَّحِكِ تُذْهِبُ الهَيْبَةَ كفَى بالمَوْتِ نَأيا واغْتِرَاباً كلْبٌ مُبْطَّنٌ بِخِنْزِيرٍ كَثِيرُ الزَّعْفَرَانِ يضرب للمتكلف كبَتَ الله كُلَّ عَدُوٍ لَكَ إلاَّ نَفْسَكَ كَمْ فِي ضَمِيرِ الغَيْبِ مِنْ سِرٍّ مُحَجَّبٍ كَلاَمٌ لَيْن وظُلْم بَيِّن كأنمَا فُقئ فِي وَجْهِهِ الرُّمَّانُ كأنَّمَا زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عَلَى المحَاجِمْ كَمْ مِنْ يَدٍ صَنْعَاءَ فِي الكَسْبِ خَرْقَاءَ فِي الإنْفَاقِ كَمْ مِنْ حاسدٍ أعْيَاهُ مِنِّي عَبْرَةُ خَرْقِ الأدْمِ الكَيْسُ نِصْفُ العَيْشِ الكبْرُ قائدُ البُغْضِ الكَدَرُ مِنْ رَأسِ العَيْنِ الكَيْدُ أبْلَغُ مِنَ الأيْدِ الكِلاَبُ تَشْبَعُ خُبْزَاً يضرب لمن امْتَنَّ عليك بالقوت الكفالةُ نَدَامَة الكَرَمُ فِطْنَةٌ، واللؤمُ تَغَافُل الكُنَى مُنَبِّهَةٌ، والأسامِى مُنَقَّصَة الكريمُ لاَ تُحَلِّمهُ التَّجَارِبُ الكافرُ مُوقىً وَالمُؤْمِنُ مُلقيً الكافِرُ مَرْزُوقٌ الكَلْبُ لاَ يَنْبَحُ مَنْ فِي دَارِهِ اكْتُبْ مَا وَعَدَكَ عَلَى الجَمَد اكْسِرِى عُوداً على أنفِكِ يضرب لمن أرادوا رغمه ومكايدته كالزِّنْجِى إنْ جَاعَ سَرَقَ وإنْ شَبِعَ زَنَى يضرب للفاسق النكد في جميع أحوله كأنَّه سِنَّوْرُ عَبْدِ الله يضرب لمن لا يزيد سنا إلا زاد نقصاً وجهلاً، وفيه قَال المحدث: كَسِنَّوْرِ عَبْدِ الله بِيعَ بِدِرْهَمٍ * صَغِيْراً فَلَمَّا شَبَّ بيعَ بِقِيرَاطِ كالخِصِىِّ يفتخِرُ بِزُبِّ مَوْلاه* [ص 174]
|